ولد الهدى فأضاءت الارجاءُ
وتبددت من نورهُ الظلماءُ
وتراقص الكون الفسيح سعادةً
وتسابقت لمقامهِ الجوزاءُ
بلغ الكمال لمنتهاهُ فلا يدُ
تعلو عليه لأنه العلياءُ
هو خير خلق الله اكرم ماجد
وأجلُ من حملتهمُ الغبراءُ
هو احمد ومحمد وبه انتهى
عهد الظلام وعمت الاضواءُ
ابتدأت به البيداءُ عهد ربيعها
فنمت به بعثاً وفاض الماءُ
عرضت له الدنيا بكامل عهدها
فابى فما بفؤاده اهواءُ
وناء بجانبه بعيدا معرضاً
عنها بلا حزنٍ ولا استجداءُ
الصبح بين يديه أسفر ضاحكاً
من نوره فاذا الصباح حراءُ
كانت حياة الامس ليلاً داجياً
يقتادها بزمامها الجهلاءُ
فأتى بنور الله يدعو من عصى
ليعوج عما سنهُ الاباءُ
صموا عموا سخروا نسوا
عبثوا لهوا وتراقصوا استهزاءُ
لم يؤمنوا إلا القليل فنالهم
من فضلهِ ما يبتغي السعداءُ
لم ينثنهِ هذا فزاد عزيمةً
رغم الأذى حتى أتى الاسراءُ
فعلا لسدرة ربهِ يقتادهُ
شوقُ عظيمُ عارمُ وضاءُ
وهناك خر ممجداً ومسبحاً
مولاهُ من عِظمٍ وفاض ثناءُ
بمكارم الأخلاق جاء متمماً
ألفاً بعثت وكنت أنت الياءُ
يا سيد الثقلين حُبكَ عاكفُ
بالقلب تنهلُ فيضهُ الاعضاءُ
ما أنصوفكُ القوم حين دعوتهم
لله مبتذلاً وأنت عطاءُ
ماذا سأكتب عنك يا طه وما في
في جعبتي الا هواك رداءُ
ألفي الذي بهواك سل غرامهُ
مازال يشحذه بحبك حاءُ
عجزت حروفي في مديحك سيدي
والمدح في غير الرسول هجاءُ
فبحق حسنك يا محمد دللني
كيف السبيل وما إليك لقاءُ
خذني إليك فقد تبددت الخُطى
فينا وقد لعبت بنا الاهواءُ
خذني إليك فقد تفرق شملنا
من بعد كنا الامة العصماءُ
متنا بلا موتٍ وأصبح جمعنا
كغثاءِ سيلٍ ما به احياءُ
كثرت مساوئنا وقل عطاؤنا
واه كما عبثت بنا الاخطاءُ
ما عاد فينا قائد ان قال لا
اهتزت له بعروشها الزعماءُ
أخوان يقتتلان في ساحتنا
والمصلحون حرائر واماءُ
كم مدعٍ لهواك يا طه وما
في قلبه غير الرياء غطاءُ
كم مدعٍ لهواك سطر حبه
كذبا وخلف غرامه البغضاءُ
يبكي ويضحك تارةً من عجزهِ
والعحز عند الكاذبين عناءُ
قم يا ابن عبدالله وانظر حالنا
قد أهلكتنا الصرخةُ العمياءُ
وأظلنا أبناء عترتك التي
زعموا ومنهم تبرأ الزهراءُ
قتلوا العباد وأفسدوا بربوعنا
جهراً وفيهم ذاعت الانباءُ
زعموا بأن هواك لون اخضر
فتقطرنوا فجوهمُ خضراءُ
خضر الوجوه ملونون كأنهم
جن ومن أرض العجائب جاؤوا
وجع على وجع وكل قصيدةٍ
سأقولها حزن بها وبكاءُ
والمجد أين المجد ولى وانزوى
من بعد ما ضاقت بنا الصحراءُ
عذراً رسولُ الله جِئتكَ شاكياً
من تاجروا بعروبتي وأساؤوا
من تاجروا بالدين دون مخافةٍ
وأتووا بكل المُبغضاتِ وجاؤوا
عذراً رسول الله جِئتكَ شاكياً
تجترني بمصابها صنعاءُ
عذراً رسول الله مُزقَ مُوطني
ظلماً ونَجسَ طُهرهُ الأعداءُ
بأبي وامي أنت يا خير الورى
تَفديكَ روحي والفؤادُ سواءُ
صلى عليك الله يا خير الورى
ما ذاع بالبيت الحرام نداءُ
✨عبدالباري خالد الشرعبي💫
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق